المدارس الكوردية في العصرين الحديث والمعاصر
يعقد مركز زاخو للدراسات الكوردية في فاكولتي العلوم الإنسانية بجامعة زاخو مؤتمره الدولي العاشر بعنوان (المدارس الكوردية في العصرين الحديث والمعاصر)
في يومي 21 و22 /04/2026
-تعريف عام:
شهدت الإمارات الكوردية ازدهاراً ملحوظاً في دورها السياسي والإداري، بعد انضمام كوردستان إلى الدولة العثمانية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على تطور الحركة العلمية في المنطقة. فقد لعب الأمراء الكورد دوراً محورياً في رعاية العلماء، حيث عملوا على استقطابهم وتشجيعهم على تأليف الكتب، مدركين أهمية العلم في بناء المجتمع وتقدمه. ومن أبرز مظاهر هذه النهضة العلمية، تأسيس المدارس التي خُصصت لتعليم أبناء كوردستان، والتي أصبحت مراكز تعليمية مرموقة. وقد بلغ اهتمام الأمراء بهذا المجال درجة كبيرة، تجلت في التنافس فيما بينهم على إنشاء مدارس أكثر تطوراً من حيث البنية التحتية، وجودة التعليم، وسمعة العلماء المرتبطين بها، ما أدى إلى نشوء بيئة تعليمية خصبة ساهمت في إغناء الحياة الفكرية الكوردية.
تُعدّ المدارس الكلاسيكية التي نشأت في كوردستان خلال العصور الوسطى وتطورت في العصور الحديثة من المؤسسات التعليمية الرائدة التي أسهمت بشكل فاعل في نشر العلم والمعرفة في المنطقة. ويمكن تصنيف هذه المدارس إلى مستويين رئيسيين:
المستوى الأول: تمثّل هذه الفئة المدارس التي أنشأها الأمراء أو أفراد الأسر الحاكمة في الإمارة، حيث كانت تُموّل مباشرة من خزينة الإمارة وتُخصص لها أوقاف كبيرة لضمان استمراريتها. وقد وظّف الأمراء نفوذهم لتعيين نخبة من المعلمين الأكفاء، بالإضافة إلى إنشاء مكتبات غنية تزود الطلاب بالمصادر العلمية والمعرفية. وكانت هذه المدارس مخصصة في الغالب لأبناء الأمراء والنخبة الاجتماعية العليا، حيث تلقّوا فيها تعليماً رفيع المستوى يشمل اللغات الفارسية والعربية والتركية، إلى جانب تدريبهم في مجالات علمية مختلفة، بهدف إعدادهم لتولي شؤون الحكم و إدارة الإمارات الخاص بهم على أفضل وجه في المستقبل والتفاعل الدبلوماسي مع الكيانات السياسية المجاورة.
في الواقع، وُجدت مؤسسات تعليمية من هذا الطراز في عواصم معظم الإمارات الكوردية، مثل مدارس قوبهان ومراد خان وسيد خان في بهدينان، ومدرستي زيناليا وميدان في هكاري، ومدرستي الإخلاصية والشرفية في بادليس، ومدرستي صور والعبدلية في جزيرة بوتان، وغيرها من المدارس. كما درس ودرّس في هذه المدارس عدد من كبار العلماء الكورد، من أبرزهم: ملايى الجزيري في مدرسة سور، وأحمد خاني في بايزيد، والملا يحيى المزوري، والملا خليل سرتي في بهدينان، والشيخ محمد شرنشي، ومولانا محمد بلقالعي في مدرسة الإخلاصية، بالإضافة إلى نخبة أخرى من العلماء والمفكرين الكورد.
المستوى الثاني: يشير هذا المستوى إلى المدارس الصغيرة المنتشرة في قرى كوردستان، والتي كانت غالباً ما تكون تابعة لمسجد القرية، أو يُخصص جزء من المسجد لإقامة الفقيه وتدريس الطلاب. وقد أسس هذه المدارس عدد من شيوخ وملالي الكورد، وكانت تُدرّس باللغات الكوردية والعربية والفارسية. ورغم محدودية طاقتها في استعياب عدد قليل من الطلاب بسبب صغر مساحتها وضعف مواردها الاقتصادية، فإن تأثيرها العلمي لم يكن أقل من تأثير المدارس الرسمية التابعة للإمارات الكوردية. وبفضل انتشارها الواسع في مختلف أنحاء كوردستان، ساهمت هذه المدارس في تخريج أعداد كبيرة من الطلاب والعلماء سنوياً في جميع أنحاء كوردستان. وقد برز من بين خريجيها عدد من الشخصيات العلمية ذات الشهرة العالمية، مثل العالِم الملا سعيد الكوردي (النورسي)، الذي تلقى تعليمه في إحدى هذه المدارس.
لقد أدّت المدارس الكوردية دوراً محورياً في التاريخ الثقافي والسياسي لكوردستان؛ إذ كانت تُدرَّس فيها المناهج باللغة الكوردية، وسُجِّلت اللغة الكوردية لأول مرة كتابياً ضمن إطارها التعليمي. كما نشأ في هذه المدارس الوعي القومي الكوردي، الذي أسهم في تشكيل الهوية القومية الكوردية . وقد قاد المعلمون وخريجو هذه المدارس أولى الحركات القومية الكوردية، ولاحقاً انحدر معظم القادة والمثقفين الكورد من خريجي هذه المدارس الكلاسيكية.
-أهداف المؤتمر:
بالرغم من الأهمية البالغة التي تمثلها المدارس الكوردية بوصفها تجسيداً للبعد الثقافي والحضاري لكوردستان، إلا أنه لم يُعقد حتى الآن أي مؤتمر مشترك يهدف إلى الترويج لثقافة هذه المدارس وإبراز دورها. كما تفتقر المكتبة الأكاديمية إلى مؤلفات شاملة يمكن للباحثين الكورد والأجانب الاعتماد عليها كمراجع علمية في هذا المجال، إلى جانب محدودية المعلومات المتوفرة عنها. وانطلاقًا من هذه الحاجة، تتمثل الأهداف الرئيسة لهذا المؤتمر لتتمثل في إبراز الحياة الثقافية والوجه الحضاري لكوردستان، مع تركيز خاص على المدارس الكوردية ودورها الحيوي في تشكيل المجتمع الكوردي.
-الرؤية:
يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على المدارس الكوردية ودورها المحوري في المجتمع الكوردي من جوانب متعددة، تشمل التوزيع الجغرافي لهذه المدارس، وأنواعها، والنظام التعليمي المعتمد فيها، بالإضافة إلى البرامج والمناهج التي تقدمها. كما يتناول المؤتمر أنماط العمارة وفنون البناء في المدارس الكوردية بوصفها جزءاً من التراث الثقافي والمعماري. وسيُخصص جانب من المناقشات لدراسة المؤلفات التي أُنتجت داخل هذه المدارس، ودور العلماء الكرد في الحياة السياسية والإدارية في كوردستان. ويهدف المؤتمر أيضاً إلى جمع ودراسة البحوث والوثائق والمصادر التي تتعلق بالمدارس الكوردية بشكل مباشر أو غير مباشر، لاسيما الوثائق الرسمية للدولة العثمانية، وكتابات المؤرخين المسلمين، وشهادات الرحالة الأوروبيين.
محاور المؤتمر:
يعقد المؤتمر تحت عنوان (المدارس الكوردية في العصرين الحديث والمعاصر)، ويتناول مجموعة من المحاور الرئيسة، يمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
1-حدود البحث:
يركز المؤتمر على مناقشة قضايا تتعلق بالمدرسة الكوردية في العصر الحديث، بدءاً من بداية الحكم العثماني في كوردستان عقب معركة جالديران عام 1514م وحتى عام 1950. ويأتي هذا التركيز في ضوء التراجع التدريجي لدور هذه المدارس واختفائها لاحقاً، نتيجة لظهور نظام التعليم الحديث، وتغير المناهج الدراسية، بالإضافة إلى السياسات التي انتهجتها بعض الدول المحتلة والتي أسهمت في إضعاف و أختفاء هذه المؤسسات التعليمية.
2-الجانب التاريخي:
- المدارس الرسمية التابعة للإمارة الكوردية وتاريخ تأسيسها.
- إسهام الأمراء الكورد في تأسيس المدارس ودعمها.
- دور المدارس التعليمية في تشكيل وبناء شخصية الأمراء الكورد.
- الأساليب الهندسية في المدارس الكوردية.
- المدرسة والفكر القومي الكوردي .
- المدارس الكوردية في ضوء الوثائق والأرشيفات الرسمية للدول.
- المدارس الحكومية الحديثة ودورها التنافسي في مواجهة المدارس الكوردية.
- سياسات الدول التي تحتل أجزاء كوردستان الأربعة تجاه المدارس الكوردية.
3-اللغة و الأدب
- دور المدارس في نشأة وتطور الأدب الكوردي (النثر والشعر)
- اللغة الكوردية في المدارس الكوردية
- الاهتمام باللغات الفارسية والعربية والتركية في المدارس الكوردية
- المكتبة في المدارس الكوردية
- مخطوطات الكتب في المدارس الكوردية
4-الدين والتصوف
- البرامج التعليمية المعتمدة في المدارس الكوردية
- تأثير الحضارة الإسلامية على المدارس الكوردية
- دور التصوف والطرق الصوفية في تأسيس وتطوير المدارس الكوردية
- تعزيز الاهتمام بالدين الإسلامي في المناهج التعليمية بالمدارس الكردية
5- الاقتصاد
- أبرز مصادر التمويل في المدارس الكوردية
- أوقاف المدارس
- مصاريف المدارس
- التحديات الاقتصادية التي تواجه العملية التعليمية في المدارس.
- إرشادات الكتابة:
- تستقبل اللجنة العلمية للمؤتمر الأبحاث المقدّمة بلغات: الكوردية، العربية، التركية، والفارسية.
- أن لا يتجاوز ملخص البحث (500) كلمة. مع كتابة (5) كلمات مفاتيح البحث.
- أن لا يتجاوز البحث بشكله النهائي (10000) كلمة.
- يجب اتباع المعايير التالية في اختيار خطوط الكتابة للبحث: اللغتان الكوردية والفارسية: خطUnicode – ، اللغة العربية: خط Simplified Arabic – ، اللغتان الإنجليزية والتركية: خط – .Times New Roman
- يُكتب البحث وفق المنهج العلمي المعروف بـ(منهج هارفارد).
- مواعيد مهمة:
- إرسال ملخصات البحوث حتى 20/ 09/ 2025.
- الجواب بقبول المخلص أو الاعتذار في 25/09/2025.
- إرسال البحوث بصورتها النهائية حتى 10/12/2025.
- الإشعار بقبول البحث أو الاعتذار عنه في 30/12/2025.
- انعقاد المؤتمر سيكون في يومي 21 و 22 /04 /2026.
- للتواصل:
يُرجى إرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى العنوان التالي:
hum.isc2026@uoz.edu.krd
للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بهذا الرقم:
+964 (0) 751 536 1550
- ملاحظة:
سيقوم المؤتمر بتغطية جميع النفقات، باستثناء نفقات السفر.